سِلْهِت (بكسر السين المهملة وإسكان اللام وكسر أو فتح الهاء والتاء المثناة): أحد الأقاليم الثمانية الكبرى بدولة بنغلاديش، يقع على حدود ولايتي «آسام» و«مِغَهَالَيا» الهنديتين، ذكره أبو الريحان البيروني في كتابه «تحقيق ما للهند من مقولة …» باسم «مملكة شِلَهَت» (ص 160). وسلهت أيضا إحدى المدن الرئيسية في بنغلاديش وتعرف بكونها عاصمتها الروحانية، تقع في شمال شرقيِّ بنغلاديش على الضفة اليمنى من نهر سُورْمَا على مسافة مائة وتسعة وتسعين (199) كيلومترا من العاصمة داكا، وهي مُزْدانة بمزارع الشاي والتلال وتتصف بالجو المعتدل والجمال الطبيعي.
دخل الإسلام في سلهت على يد الولي الصالح المجاهد الباسل حضرة شاه جلال اليمني – رحمه الله تعالى – حين حرّرها هو وأصحابه الثلاثمائة والستون من مظالم الملك الهندوسي غَوْرَغُوبِنْد في أوائل القرن الثامن الهجري، فدخل الناس في دين الله أفواجا وأسلم نحوُ تسعين في المائة من السكان إثْرَ جهود حضرة شاه جلال وأصحابه الدعوية. وصارت بلدة العلم والعلماء والدين والصلحاء، وتوجد فيها مدارس إسلامية كثيرة، وتشرَّفت بزيارات علماء العرب والعجم لها، لاسيما شيخ الإسلام حسين أحمد المدني – شيخ الحديث وصدر المدرسين لدار العلوم ديوبند سابقاً -؛ إذ جعلها مستقرا له لأربع سنوات متتاليات قبل رجوعه إلى بلدته وبعدها بقضاء شهر رمضان كُلَّ عام إلى سنة 1946 م، فكما أن حضرة شاه جلال جاء بالإسلام إلى سلهت فشيخ الإسلام المدني بثَّ روح الإيمان مُجَدَّدًا بين أبنائها ونشر تعاليم الإسلام السمحة بين سكانها.