روي أنه ذهب رجل إلى السوق ليشتري عبدا، فنُودِيَ عَلَى عَبْدٍ أن لَيْسَ بِهِ عَيْبٌ إلَّا أَنَّهُ نَمَّامٌ.
فَاشْتَرَاهُ مستخفا بِهَذَا الْعَيْبِ..
فَلَمْ يَمْكُثْ عِنْدَهُ أَيَّامًا حَتَّى نَمَّ لِزَوْجَتِهِ أَنَّهُ يُرِيدُ التَّزَوُّجَ أَوْ التَّسَرِّيَ..
وَأَمَرَهَا أَنْ تَأْخُذَ الْمُوسَى وَتَحْلِقَ بِهَا شَعَرَاتٍ مِنْ حَلْقِهِ لِيَسْحَرَهُ لَهَا فِيهِنَّ..
فَصَدَّقَتْهُ وَعَزَمَتْ عَلَى ذَلِكَ.
فَجَاءَ إلَيْهِ وَنَمَّ لَهُ عَنْهَا أَنَّهَا اتَّخَذَتْ لَهَا خِدْنًا أَحَبَّتْهُ وَتُرِيدُ ذَبْحَك اللَّيْلَةَ، وقال له: تَنَاوَمْ لِتَرَى ذَلِكَ.
فَصَدَّقَهُ .. فَتَنَاوَمَ..
فَجَاءَتْ لِتَحْلِقَ، فَقَالَ: صَدَقَ الْغُلَامُ..
فَلَمَّا هَوَتْ إلَى حَلْقِهِ أَخَذَ الْمُوسَى مِنْهَا وَذَبَحَهَا بِهِ..
فَجَاءَ أَهْلُهَا فَرَأَوْهَا مَقْتُولَةً، فَقَتَلُوهُ..
فَوَقَعَ الْقِتَالُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ بِشُؤْمِ ذَلِكَ النَّمَّامِ.
الزواجر عن اقتراف الكبائر: 2/20