مسؤلية الخريجين من الجامعات الإسلامية

مسؤلية الخريجين من الجامعات الإسلامية

(قرأت هذه المقالة في الحفل الختامي لجامعة قاسم العلوم درغاه شاه جلال، سلهت سنة 1429 من الهجرة / 2008 من المسيحية، و أنا في الصف الثالث الثانوي)

أوضاع المسلمين في الماضي و الحاض :

المسلمون أمة لهم تاريخ عريق و ماض مجيد، سادوا فيه الأمم في كل مجالات الحياة من العلوم و الفنون و المدنية و الحضارة، تقدموا فيها تقدما باهرا و أحرزوا فيها مكانة مرموقة . قد دونوا العلوم التي هي مراجع العلوم الحديثة المتقدمة. قد أنجبوا رجالا فتحوا البلاد و مصروا الأمصار، لم تتقدم أمة مثلها في الماضي و لن تأتي في المستقبل.

و هكذا كان المسلمون الأولون و الآن صارت حالتهم كما ترون. فصاروا متخلفين في كل المجالات من العلوم و الفنون و الحروب. ليست لهم سيادة و لا قيادة و لا رئاسة. ففي كل ناحية هم محتاجون إلى أمة هي ألد الأمم لهم عداوة. نشأت فيهم بدع و عمت مذاهب ضالة ، و كثر فيهم أهل الأهواء ، و انخفض صدى الحق ، و ارتفعت دعايات و شعارات لادينية . راج فيهم حب الثقافة الغربية ، و أحدقتهم المؤسسات الإلحادية و الإباحية من كل صوب، و استولت عليهم الهيئات الغير الحكومية المدعومة من أوروبا، و أحاطت بهم الماسونية مثل الروتاري و اللايونس و ما إليها من معضلات و قضايا أخرى.

و إن رتبنا المشكلات اللاتي يواجهها المسلمون في العالم الراهن فهي تكون كما يلي:

  • نشأة مذاهب مبتدعة ضالة

  • كثرة أهل الأهواء

  • ضعف أهل الحق

  • تزايد متواصل للدعايات الإباحية و الإلحادية

  • حب المسلمين المثقفين للثقافة الغربية

  • حملات المنصرين و المستشرقين المتتالية

  • استيلاء المؤسسات الماسونية

  • و الأهم… هجر المسلمين التمسك بكتاب الله و سنة رسوله

فهذه هي قضايا المسلمين المعاصرة . فالآن نجتهد أن نتوصل إلى حلول حقيقية من صفحات التاريخ الإسلامي.

لماذا قامت دار العلوم ديوبند:

و لو التفتنا لفتة إلى ماضينا القريب و أمعنا في تاريخ دار العلوم ديوبند نرى أن الوقت الذي قامت فيه دار العلوم من أسوء الأوقات لمسلمي الهند، قد استولت عليهم الإمبراطورية البريطانية و أقدمت كل إقدام على تنصير المسلمين و ترويج الثقافة العريانية فيهم ، و كان الإسلام في احتضار و يلفظ نفسه الأخير.

ففكر العلماء الذين لهم بصيرة أكيدة في أحوال المسلمين و لهم باع طويل في الأفكار الإسلامية الصحيحة و أحسوا خطورة الأوضاع. فوضعوا حجر الأساس لمدرسة إسلامية في قرية ديوبند ببضاعة مزجاة تحت شجرة الرمان ؛ لينشأ منها جيل يدافع عن الإسلام و يقاوم الإمبراطورية الجائرة و ينشر العقيدة الإسلامية الصحيحة و يكافح البدع و أهل الأهواء و يكابد في سبيل الحق و يضحي فيه الأموال و الأنفس و يكون يقظا كل حين لمؤامرات الأعداء : أعداء الإسلام و المسلمين.

ثم أسس خريجوا دار العلوم مدارس إسلامية أخرى على نفس المنهج . فكثرت تلك المدارس في كل أنحاء و أرجاء شبه القارة الهندية ، فجعل الطلاب المسلمون يأتون إليها من كل فج عميق و من كل مكان سحيق و إقليم بعيد ، فيتثقفوا بالثقافة الإسلامية و يتعلموا تعاليم الإسلام النيرة و يتناولوا منها حماسة دينية تفوق كل الحميات الجاهلية.

مسؤوليات الخريجين تجاه الأمة المسلمة:

إذا كانت هذه هي مقاصد أم الجامعات الإسلامية الهندية دار العلوم ديوبند ، فعلى خريجي الجامعات الإسلامية تترتب أعباء عظيمة : أعباء حل قضايا المسلمين ، و مسؤولية كبيرة : مسؤولية إنجاء الأمة من تلك المصائب ، و إتحافها مجتمعا إسلاميا سليما من كل مؤامرات الأعداء ، داعما لأهل الحق ، ماحيا للبدع ، قامعا لأهل الأهواء ، مناضلا للكفار و المشركين.

فيا معشر الخريجين !

الأمة الإسلامية تناديكم …

 قوموا … و اسهروا …

و تحملوا هذه المسؤولية ، و أدوها حق الأداء كما أداها آباؤكم و أجدادكم الباسلون.

و لم لا …؟

أ لستم أحفاد أولئك الأجداد…؟ 

Scroll to Top