مَن منا لم يسمع عن كتاب «من صحاح الأحاديث القصار للناشئة الصغار»؟!
فهذا الكتاب قد طبقت شهرته الآفاق وبلغ صيته الخافقين، وهو من أنفع الكتب التي ألفت من أجل تسهيل حفظ السنة النبوية لأولاد المسلمين الصغار، والذي تلقى القبول العام من العلماء وطلبة العلم، وهذا الكتاب اللطيف، الماتع النافع، يضم بين دفتيه ثلاثمائة (300) حديث نبوي شريف، وهي تمتاز بكونها أقصر الأحاديث الصحاح من بين المجموعة الحديثية العملاقة، فكأن الكتاب باقة حوت أنوارا فاغمة، من أبهى الزهور الفواحة وأطيب الورود العطرة، من حديقة السنة الشريفة، ومن أجل جزالة نفعه وكثرة فوائده وتسهيله حفظ الأحاديث للصغار ولما يحتوي على أحاديث تناسب طبيعة الناشئين، ومعانٍ تقوم أفكارهم، ومفاهيم تصحح مسارهم = قرر كثير من المعاهد الشرعية تدريسه في المراحل الابتدائية.
ولكن هل تعلمون كيف جاء هذا الكتاب في حيز الوجود؟
هل تعلمون أن مؤلف هذا الكتاب – الدكتور محيي الدين عوامة – كان أيضاً في سن المراهقين والناشئين حين جمع هذا الكتاب؟
يحكي لنا شيخنا الدكتور أحمد عوامة بن العلامة المحدث الكبير الإمام محمد عوامة قصة ولادة هذا الكتاب، وذلك أنه لما كانا – هو وأخوه الصغير الدكتور محيي الدين في المرحلة الثانوية = أمرهما فضيلة والدهما أن يؤلف كل واحد منهما كتابا في علم الحديث، وأشار على الدكتور أحمد أن يجمع في كتابه أحاديث في فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الدكتور محيي الدين أن يؤلف كتابا يجمع أحاديث قصاراً من صحاح الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم..
فائتمر كل منهما بما أمر به فضيلة والدهما كطاعة الولد البار الوفي، وأنجزا ما وعدا به والدَهما، فأتى الكتابان في أقرب وقت ممكن، ورزق لهما القبول لحسن إخلاص مؤلفيهما…
فلنعم الوالد الشيخ العلامة محمد عوامة…
ولنعم الولد الدكتور أحمد والدكتور محيي الدين
بارك الله فيهم وجعلهم ذخرا ثمينا لأمتنا الإسلامية..